في عام 2023، انتشرت عدوى إفلاس البنوك الأميركية في أزمة مصرفية ضخمة، ما أعاد إلى الذاكرة الأزمة المالية العالمية التي حدثت في عام 2008. التي كانت عميقة وطويلة بما يكفي لتُعرف باسم “الركود الكبير“. حينها، اتذكر رئيس التحرير في المؤسسة التي عملت بها سابقًا، حثتنا على مشاهدة فيلم The big short (العجز الحاد/ الكبير) الذي عُرض في عام 2015.
كان هدفه من ذلك أن نجد في فيلم The big short الإلهام للبحث عن الحقائق الاقتصادية، ومعايشة الواقع الذي لم نكن نعيه بتفاصيله؛ من خلال التمتع بملحمة سينمائية جسدت هذه الأزمة بعمق. فقد يبدو أنه علم تأثير الأفلام في النفوس، ونجاحها في تقديم الحقائق أحيانًا وتبسيط التعقيدات. فقد أظهرت دراسة بعنوان “الجاذبية المتعددة الأوجه للأفلام – استكشاف الأسباب التي تدفع الناس لمشاهدة الأفلام” أن البعض يلجأون إلى السينما لتحفيز البحث والاستقصاء بعد المشاهدة، خاصة في الأفلام التي تؤرخ أحداثًا واقعية. كما تعمد بعض الجامعات لإجراء مناقشات تفاعلية حول الأفلام بهدف تحليلها بأسلوب نقدي، وتحفيز الطلاب على طرح الأسئلة وربطها بالنظريات الأكاديمية.
بالطبع لأنني من عشاق السينما الملهمة، لم أشاهده! نعم، يمكنك اعتباره تملص إعلامي. فقد كانت المهام على عاتقي كثيرة بما يكفي، ما جعلني أهرب من هذا العمل السينمائي الواقعي بامتياز. وكما يقال في فيلم The big short: “الحقيقة مثل الشِعر، لكن أغلب الناس لا يحبون الشِعر”. لذا، يبدو أنني ابتعدت قليلًا عن الشعراء في هذه الفترة، حتى جاء الوقت المناسب لمشاهدته وتحليله. فكريستيان بيل بطلي المفضل بعد كل شيء.
يستند فيلم The big short إلى الأحداث الواقعية التي تناولها مايكل لويس في كتاب يحمل الاسم ذاته. ويجسد الفترة قبل انفجار فقاعة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية، وتأثيرها في النظام المصرفي الأميركي والاقتصاد العالمي برمته. وإن كنت تحب التحليل والتركيز، فالفيلم يلبي هذه الرغبات لدى المشاهدين. إذ يؤكد أن المراهنات ليست مقامرات، بل قرارات محسوبة تُبنى على تحليلات ومعطيات، لكن مع إدراك لوجود درجة من عدم اليقين.
يبدأ فيلم The big short بكسر الحواجز بين الأبطال والمشاهدين من خلال لسان المصرفي في بنك دويتشه، جاريد فينيت (ريان غوسلينغ)، ليكون هو الراوي في هذه الحكاية المأساوية.
انطلقت الحكاية من مكتب إحدى مدراء صناديق التحوط (Hedge Funds)، وهو شخصية عبقرية في عالم الإحصائيات والتنبؤات الاقتصادية، يدعى مايكل بيري (كريستيان بيل). لكن في البداية، إن لا تعلم ما هي صناديق التحوط، فهي أدوات استثمارية خاصة تجمع أموال مستثمرين ذوي ثروات كبيرة، للاستثمار باستراتيجية غير تقليدية وتحقيق عوائد بغض النظر عن التقلبات التي قد تشهدها السوق العام، لكنها تتسم بفوائدها المرتفعة.
نعود إلى مكتب بيري، الذي لا يجيد سوى ارتداء الملابس غير الرسمية، ويسير حافي القدمين في لفتة إلى شخصيته الفريدة. يكتشف بيري خللًا في السوق العقارية بالولايات المتحدة الأميركية. ويكمن هذا الخلل في اعتماد السوق على قروض رهن عالية المخاطر (Subprime Mortgages)، بمعنى أن هذه القروض تُمنح للمقترضين ذوي التصنيف الائتماني المنخفض، مع معدلات فائدة عالية جدًا. فماذا يعني ذلك؟
ببساطة، تتجه البنوك إلى منح هذه القروض إلى الأفراد الذين لن يتمكنوا من تسديدها، على أمل بيعها لاحقًا كأصول استثمارية. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل فرضت البنوك فوائد عالية متزايدة مع مرور السنين، نظرًا لارتفاع أسعار العقارات.
هل تعتبر ذلك تحايلًا على الأفراد للاستيلاء على أموالهم؟ إن وصلتك هذه الفكرة، فالإجابة: نعم، هذا ما حدث بالضبط. كان الأمر وهمًا مستمرًا وقنبلة موقوتة، لأنه بمجرد ما ارتفعت الفوائد، عجز الملايين عن السداد.
لكن عندما علم بيري بهذه الشواهد، استنتج الانهيار الحتمي لهذه السوق. وعليه، قرر المراهنة ضدها، استنادًا إلى أفكاره وتحليلاته الخاصة التي لم يؤمن بها أحد، فالجميع كان يرى مدى صلابة سوق العقارات. من هنا، اشتري بيري عقود تأمين مالي (Credit Default Swaps) المعروفة اختصارًا بـ CDS. بموجب هذه العقود، دفع بيري مبلغًا ثابتًا لشركة تأمين أو بنك مقابل أن تدفع هذه الجهة له في حالة انهيار الأصل المالي. وفي حالته، كانت السندات العقارية.
اتخذ بيري هذه الخطوة الغريبة بالنسبة للجميع، وفي المقابل، استقبلت البنوك الكبرى هذا الرهان بسخرية وترحيب حار واحتفالات في الكواليس، دون النظر في إمكانية العواقب.

هل تعرف كيف تنتقل الأقاويل من هنا إلى هناك على لسان أشخاص عدة؟ (فلان قال شيئًا عن موضوع ما في مكان ما حول شخص ما يرى أنه من الصحيح أن يقدم على فعل ما في الوقت الذي يراه مناسبًا. وبالتالي، قد تقتنع بوجهة نظره، وتقرر تطبيق النظرية ذاتها). هنا، أدت الصدفة دورًا كبيرًا في مسار أحداث فيلم The big short، لا سيما حينما يعرف فينيت بخطة بيري من خلال احتفال أحد المصرفيين برهان المجنون ضد السوق العقارية.
ماذا لو؟ هذا السؤال الذي طرحه فينيت على نفسه، وكأنه رهان من نوع آخر. فعندما تسمع خبرًا غريبًا يدفعك الأمر للتفكير بطريقة مختلفة، لتأمين مستقبلك. وهذا ما قرره فينيت. لكن إن كنت تفكر أن الصدفة وقفت عند هذا الحد، لا تتسرع!
وصلت مكالمة هاتفية خاطئة إلى مكتب رئيس شركة تجارية غاضب من النظام المصرفي، يدعى مارك بوم ( ستيف كاريل). تناولت هذه المكالمة توجه أحدهم للرهان ضد السوق العقارية. هنا، قرر الفريق إعلام رئيسهم الغاضب من النظام بهذه الواقعة، ما دفعه إلى التحقيق في هذه الوقائع التي هبطت من السماء إلى مسامعهم.
“ليس ما تعرفه هو ما يوقعك في المشاكل، بل ما تظن أنك تعرفه” مارك توين.
منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها أقدام بوم وفريقه المجمعات السكنية الجديدة، التي اشتراها الأشخاص بفضل قروض الرهن، تسللت إلى نفوسهم ريبة في هدوء الرفاهية المصطنع. فقد أخفت واجهات المنازل الفاخرة، قشرة هزيلة من واقع مضطرب يعتمد على نظام معقد من التلاعب المالي. ويضم شبكة واسعة من السماسرة والمستثمرين الصغار، الذين استغلوا ثغرات النظام العقاري، فاقترضوا بلا حدود، مستخدمين العقارات نفسها باعتبارها ضمانات، وهو أساس الرهن العقاري. ولم يكتفوا بشرائها، بل عمدوا إلى تأجيرها بأسعار مبالغ فيها، لتأمين الأرباح بسرعة، فيما كانت المخاطر تتراكم بصمت. بدورها، أدت شركات الوساطة العقارية دور عرابي الصفقات المشبوهة. وتوسطت بين البنوك والمطورين العقاريين من جهة، وبين عامة الناس الذين يطاردون الحلم الأميركي من جهة أخرى. كل من كان يحلم بمنزل، وجد من يقرضه، دون التحقق من دخله، أو التأكد من قدرته على السداد، أو حتى ضمان وجود وظيفة ثابتة لديه.
وكان الهدف واحدًا. فقد كان السباق محمومًا لمنح أكبر عدد ممكن من القروض، بأي وسيلة، وبأسرع وقت، لتحقيق الربح دون ضوابط أو منطق أو أخلاق.
هل اكتفينا؟ بالطبع لا!
كانت هذه القروض تباع فور منحها بسرعة إلى البنوك التي اشترتها بأموال المودعين، دون أن تتوقف لحظة لتقييم الخطر. من ثم، تعيد البنوك تغليف تلك القروض الهشة في عبوات لامعة، وتبيعها على هيئة سندات ورهون عقارية إلى مستثمرين وصناديق مالية في شتى أنحاء أميركا والعالم. أما الحقيقة، فكانت هذه السندات إما أوراق مالية مدعومة بالرهن العقاري (Mortgage-Backed Securities) وهنا يعتقد المستثمر أنه يشتري حصة في هذه الحزمة، ويكسب أرباحًا من الأقساط التي يدفعها أصحاب العقارات. أو على شكل التزام الدين المضمون (Collateralized Debt Obligation)، وهي منتج مالي أكثر تعقيدًا إذ يجمع القروض الرديئة (Subprime) أي عالية المخاطر، وبيعها على أنها آمنة بنسبة تتجاوز 90%.
ولنزيد الأمر سوءًا، فقد زاد ما يسمى بالتزام الدين المضمون المهيكل (Synthetic Collateralized Debt Obligation)، وهي أداة مالية تعتمد على عقود التأمين الائتماني، بدلًا من محفظة من الأصول مثل القروض أو السندات. وبالتالي فهي تمثل قاعدة لخلق تدفقات نقدية ومخاطر مرتبطة بأداء أصل افتراضي. بمعنى آخر، هي نوع من المشتقات المالية لا يحتوي على قروض فعلية بل رهانات. على سبيل المثال، هناك من يراهن على حصان في سباق ما، ثم نجد آخرين يراهنون على من راهن على الحصان، وهكذا.
الغباء أمام الفساد وجهاً لوجه
بدأت القنبلة الموقوتة بالعد التنازلي. وازداد بوم غضبًا عندما تأكد من حجم الفساد والغباء الذي يتحكم في النظام المالي، وكأنهما وجهان لعملة واحدة. يأتي ذلك خاصة أن البنوك لا تحرك ساكنًا، بل تتمادى وكأن المصيبة لن تقع أبدًا، حتى عندما قال الحقيقة المُرة في وجههم. كما تجنب السماسرة مواجهة الواقع، بسبب مكاسبهم المالية الكبيرة التي تعتمد على عمولة بيع السندات، أو تقديم الصورة المبهرة للمستثمرين.
ومن خلال الكلام الذي ينتقل بسهولة – طبيعة عالم المال والأعمال تعتمد إلى حد ما على الأحاديث الجانبية – انجذب شابان طموحان جيمي شيبلي (فين ويتروك) وتشارلي جيلر (جون ماغير) يديران شركة استثمار صغيرة إلى ما يحدث، وقررا تنفيذ نفس رهان بيري، لكن بمساعدة مستثمر مخضرم يدعى بن ريكرت (براد بيت) صاحب الرؤية المظلمة للواقع الاقتصادي العالمي بأكمله.
“لقد قمنا برهان عظيم، ليس ضد النظام فقط، بل ضد العالم كله. أتعرفون ما المخيف؟ أننا قد نفوز بالرهان” بن ريكرت.
في هذه اللحظات، ننجرف نحو القصة الأساسية وتزداد التساؤلات حول الحاضر والمستقبل. هل يمكن أن يحدث هذا الانهيار؟ هل كان بيري محقًا؟ هل سيكسب كل هؤلاء الرهان؟ من الثري ومن سيصبح أكثر ثراءً؟ لكن السؤال الأهم كان: ماذا عن الناس؟ وكيف سيسددون القروض؟ وكيف يمكن لهذه المؤسسات المالية العملاقة أن تتحكم في الاقتصاد العالمي؟ وكان السؤال الأشد وقعًا على النفس هو السؤال البسيط الكامن في كل عقل وهو: لماذا؟ وماذا سيحدث؟
لم يحدث شيئًا من هذه التوقعات، بل ازداد الرهان على السوق العقارية وارتفعت قيمتها. انتشر القلق في نفوس بيري وبوم وشيلبي وجيلر. فقد صاحب صراخ القهر أيام بيري، وازداد التشاؤم في نفس بوم وفريقه، بينما أصاب الهلع كلًا من شيلبي وجيلر، ما دفعهما إلى البحث عن الحقيقة.
كانت الحقيقة واحدة عند الجميع. فقد توصل كل منهم إلى تلاعب البنوك ومؤسسات التصنيف الائتماني في تقييم السندات العقارية. وتعد هذه المؤسسات وكالات مستقلة تضع تقييمًا للجدارة الائتمانية أي تحديد مدى قدرة الجهة الخاضعة للتصنيف على الوفاء بالتزاماتها المالية في الوقت المحدد. لذلك أدت مؤسسات مثل ستاندرد آند بورز (Standard & Poor’s)، وموديز (Moody’s) دورًا محوريًا في تضخيم حجم الدمار، إذ قيمت هذه السندات على أنها آمنة (AAA)، حفاظًا على عملها مع البنوك حتى لا تفقدها لصالح منافسيها. فهل اختفت الحقيقة؟
على الرغم من تمكنهم من طمس جزء من الواقع في فترة زمنية محددة، إلا أن الحقيقة بزغت بين عشية وضحاها. وبدأت السوق العقارية في الانهيار تدريجيًا، وتحول انفجار الفقاعة من سيء إلى أسوأ. وبالمعية، انهارت البنوك، وواجه بنك ليمان براذرز (Lehman Brothers)، أكبر ملف إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة حينها، إذ بلغت ديونه 613 مليار دولار في مقابل أصول بقيمة 639 مليار دولار. فقد ضخ البنك جزءًا هائلًا من ميزانيته في القروض العقارية عالية المخاطر، ما تفاقم عند انخفاض أسعار العقارات وانفجار الفقاعة، فضلًا عن تجاهل إدارة المخاطر، ورفض الحكومة لمساعدته.
وفي النهاية، انتصر أصحاب الرهان، لكنه كان انتصارًا حزينًا. فما أهمية الربح وسط الدمار؟
حينما بكى النصر
حقق كل من راهن ضد السوق العقارية أرباحًا هائلة بلغت مليارات الدولارات، في مشهد صادم، لأن هذا الانهيار لم يكشف حقيقة التلاعب والفساد فقط، بل خلف ملايين المشردين والعاطلين عن العمل. ولأن الحياة لم تكن يومًا عادلة، فقد أنقذت الحكومة كبار البنوك دون محاسبة حقيقية من خلال خطط إنقاذ مالية (Bailouts)، إذ قررت الخزانة الفيدرالية مساعدة المؤسسات المتعثرة على الوفاء بالتزاماتها المالية والاستمرار في العمل دون جزاء يذكر على الرغم من احتيالهم.
نعم، ينتهي فيلم The big short عند هذا الحد، رهان من شخص عبقري في تحليل الإحصائيات وقراءة الأحداث. وينتشر هذا النبأ إلى غيره، ما يحفز فضولهم للبحث، والرهان أيضًا وانتظار حدوث الكارثة. لكن حينما وقعت هذه الكارثة بالفعل، شعر الجميع بفراغ داخلي عميق إثر ضراوة الواقع. المذنب لم يعاقب، والحالم تشرد، ومن يجري على قوت يومه، وجد نفسه ضائعًا. لم يحاول أي شخص أن يقف أمام أزمة محتملة قبل وقوعها – فهل كان ذلك ممكنًا؟ – والأبرز أن الجميع اعتبروا أنفسهم جزءًا لا يتجزأ من هذا النظام المشين.

خلفت هذه الأزمة أثرًا فاق في قسوته كل شيء. فقد أصبح أكثر من 8.8 ملايين فرد عاطلين عن العمل، وارتفعت نسبة البطالة إلى 10% بحلول أكتوبر عام 2009. كما تراجعت أسعار المنازل بما وصل إلى 40% في المتوسط، وتم تنفيذ أكثر من 8 ملايين حالة إفراغ للمنازل باعتبارها حالات حجز عقاري على الممتلكات.
لماذا فيلم The big short؟
يجعلك فيلم The big short تفكر مليًا في الأنظمة الاقتصادية، وتأثير القرارات التي تتخذها المؤسسات في حياتك. فكان النموذج الذي يعرضه نظامًا ماليًا معيبًا. ومع انتشار الجهل، والجشع، والفساد أدي إلى انهيار عالمي، لكن لا أحد يريد أن يصدق ذلك حتى يحدث بالفعل. وبينما يفعل ذلك، فإنه يستعرض مفاهيم اقتصادية معقدة بأسلوب سلس وبسيط.
فقد عمد المخرج آدم مكاي إلى أسلوب كسر الجدار الرابع للترفيه عن المشاهد، وإدخاله في حالة من الكوميديا السوداء على الواقع المظلم. ويعتمد هذا الأسلوب على انتهاك طرق الأداء التقليدية، والنظر مباشرة إلى عدسة الكاميرا، وتوجيه الحوار بصيغة المخاطب إلى المشاهدين. فتجد نفسك ضاحكًا باكيًا من قسوة الأحداث، وتعجبك من إمكانية حدوثها بالفعل.
واستعان أيضًا بمجموعة من النجوم الذين ظهروا خصيصًا لغرض الكشف عن أكثر المفاهيم الاقتصادية غموضًا، مثل مارغو روبي، وأنطوني بوردين، وسيلينا غوميز، وريتشارد ثالر. وبالطبع، يجمع فيلم The big short أداءً استثنائيًا من محترف التلون في الأداء والشكل كريستيان بيل، والذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار، وستيف كاريل، ورايان غوسلينغ، وبراد بيت كما لم تعهدهم من قبل.
وأتاحت القصة تتبع الأطراف الثلاثة من الاكتشاف إلى الشك، إلى السخرية، وأخيرًا إلى التحقق. وعلى الرغم من ذلك، فإن فيلم The big short لم يقدم شرحًا عن الأزمة المالية بطريقة مباشرة، أو الجهات المذنبة بأكملها. ويبدو أن الهدف لا يعد تثقيفيًا بل ليدخل أعماق عقلك، حتى تنتهي من مشاهدة الفيلم بالعديد من الأسئلة، والبحث عن الأجوبة. وكأن الرسالة الأساسية له هي تحويل المشاهد أيضًا باحث عن الحقيقة مهما مر عليها من سنين، ويتركه مع بداية رحلة من الاكتشاف إلى الشك والسخرية، ثم التحقق بنفسك.
قد يعجبك:
وولفرين حتى التسعين.. هل اقترن اسم هيو جاكمان بالبطل الخارق؟